محاسبة النفس

حاسبوا أنفسكم

أحبتي في الله، هذا العام قد قوض للرحيل خيامه ، وأذن بالفراق بعد الإقامة إذا ستطوى صفحات هذا العام ولم يظهر لنا في الأفق بشرى تبشرنا بنيل الكرامة أو طالع سعد في الأفق يسعد قلوب الأمة بقدوم عام جديد ،سيطوي هذا العام صفحاته ولن يطوى بيننا أحزانه بل سيهل علينا هلال هذا العام وسيطلع علينا غرته ويعلم الجميع ما نحن فيه من كرب وظلم من أخوة لنا أشقاء يدعون تبني الدعوة الي الله وقد مزقوا كل مواثيقها بحيادهم عن جادة الحق وبنصرتهم للباطل ،ندعو الله أن يتجلي فيه بالرحمات ويعافينا من ظلم قد حل علي الأرض بالعباد كانوا هم من مدبريه والقائمين عليه.

بعد أيام بإذن الله سيفتح الله علينا صفحات عام مقبل يعلم ما بها من أحداث وتغلق فيه أبواب عام مضي لن ينسي أحداثه عاقل ولن يغفل عنها إلا غافل.سلاما علي كل من نال رضي الله في أيام عامه الماضية وهنيئا لمن نال الشهادة في سبيله وهنيئا لمن نصر الله ولو بكلمة حق فنصرة الحق هي نصرة لله. وعزا وشموخا لقلوب مؤمنة صمدت لإحقاق حق أو لإبطال باطل،لها أسمي مقام وأعلي مكان قلوب صبروا ورابطوا علي نصرة الحق فقد أكرمها وفضلها الله علي غيرها من العباد بنيل الشهادة في سبيله.

الويل كل الويل لمن تخاذل في هذا العام عن نصرة الله ووقف في صفوف أعداء الحق وتخاذل عن نصرة الحق ، فدعوانا إلي كل متخاذل عن نصرة الحق أن يقبل ويعلن التوبة والإنابة لله قبل أن يغلق العام أبوابه ويسجل في سجل المتخاذلين، الذي يبتعد به عن رضوان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يحرموا أنفسهم من رحمات الله فإن الشقي من حرم نفسه من رحمة الله، وضيع وقته في صفوف الباطل.

غدا أو بعد غد يهل علينا العام الجديد ففي هذا العام يميز الله الخبيث من الطيب ويفرق بين الصادقين وغير الصادقين وبين المؤمنين والمنافقين قال الله تعالي ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) فاغتنموا رحمكم الله ما تبقي من هذا العام من أيام وكونوا صادقين مع أنفسكم ومع ربكم واروا الله منكم صدقكم وكونوا من الصادقين فالسعيد من وفق للخير في عمله والشقي من حرم الأجر لفساد عمله.