من دون حرف هل نخط كتاب ..
وبدون صدق هل نقول صواب
فلم الحياة تغيّرت أطوارها ..
تؤذي الصّدوق وترفع الكذّاب
كم صادق بالصّدق عاش معذّباً ..
بين الأنامِ وقد سقوه شرابَ
من حنظلٍ وتراه يمشي هائِماً ..
والنّاس تُغلق دونه الأبوابَ
أمَّا الأنام إذا رأوا ذا ثروة ..
ومُنافقاً ومراوغاً نصّٰابَ
هرعوا إليه وقاسموه طعامهم ..
وكذا سقوه سُلافةً ورظابَ
وتهافتوا قدّام باب محلّهِ ..
وتناثروا فوق النّقود ذُبابَ
الصّدق يا لي الصّدق كم هو حائرٌ ..
كيف السّبيل لنعرف الأحباب
ويْحَ الذي من كان طبعه صادقاً ..
يبني الأمان ليحصُد الأتعاب
ويرى المودّةَ في القلوب تحطّمت ..
وتحوّلت صور النّعاج ذئابَ
أضحت عقول الناس مثل صحيفةٍ ..
الحرف فيها يلعن الكتّابَ
والحرُّ حُرٌّ لو يطول عذابه ..
طير الجوارح لن تصير غرابَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق