2024/09/02

ها هي الأيام

هَا هِيَ الْأَيَّامُ تَبْعُدُ مِنْ أَرْجُو ***
أُقَارِبهٌ وَتُرْسَلَ أَقْدَار تَبَاعِدَهُ.

فَيَا لَهُ مِنْ دَهْرٍ كُلَّمَا مَضَتْ أَيَّامِهُ***
 فَتَكَتْ أَحْدَاثُه فِينَا بِنَوَازِلِهِ.

دَهْرًا أَرَى الْقَضَاءُ يَحْسِم مَقَادِيرِهُ***
فَكَيْف يُهِنِّى بِهِ عَبْدًا عَقْلهُ يُغَالِبُهْ.

جَرَّبْتَهُ وَأَنَا صَبًّا فَهَذَبني***
مِنْ بَعْدِ مَا شَيْبَت رَأْسِي تَجَارِبِهُ.

وَكَيْفَ أَرْهَبُ مِنْ الْأَيَّامِ حَادِثَةً***
وَنَوَائِب الدَّهْر عِنْدِي مِنْ نَوَازِلِهِ.

كَمْ لَيْلَة عِشْتُها فِي الْمُهَجِّر مُنْفَرِدًا***
وَاللَّيْل لِلْغُرُوب قَدْ مَالَتْ كَوَاكِبُهْ.

قَلَمِي أَنِيسِي وَأَوْرَاقِيّ كُلُّهَا فَنِيَتْ***
أَمَّا نَظَارتي فَقَدْ سَقَطَتْ وَهِيَ بَالِيَةُ.

كَمْ مِنْ بَرِئَ مُزِجَتْ حَيَاتُهْ بِالتُهَم***
وَرَبُّك لَهُ بِالمِرْصَادِ يُنْجِيه.

يَا مُتَأَمِّلًا هَلَاكِي عُدَّ بِلَا طَمِعٍ***
وَلَا تَرَدُّ كَأْسِ الْمَنِيَّةِ فَالْكُلُ شَارِبَهُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق