هَا هِيَ الْأَيَّامُ تَبْعُدُ مِنْ أَرْجُو ***
أُقَارِبهٌ وَتُرْسَلَ أَقْدَار تَبَاعِدَهُ.
فَيَا لَهُ مِنْ دَهْرٍ كُلَّمَا مَضَتْ أَيَّامِهُ***
فَتَكَتْ أَحْدَاثُه فِينَا بِنَوَازِلِهِ.
دَهْرًا أَرَى الْقَضَاءُ يَحْسِم مَقَادِيرِهُ***
فَكَيْف يُهِنِّى بِهِ عَبْدًا عَقْلهُ يُغَالِبُهْ.
جَرَّبْتَهُ وَأَنَا صَبًّا فَهَذَبني***
مِنْ بَعْدِ مَا شَيْبَت رَأْسِي تَجَارِبِهُ.
وَكَيْفَ أَرْهَبُ مِنْ الْأَيَّامِ حَادِثَةً***
وَنَوَائِب الدَّهْر عِنْدِي مِنْ نَوَازِلِهِ.
كَمْ لَيْلَة عِشْتُها فِي الْمُهَجِّر مُنْفَرِدًا***
وَاللَّيْل لِلْغُرُوب قَدْ مَالَتْ كَوَاكِبُهْ.
قَلَمِي أَنِيسِي وَأَوْرَاقِيّ كُلُّهَا فَنِيَتْ***
أَمَّا نَظَارتي فَقَدْ سَقَطَتْ وَهِيَ بَالِيَةُ.
كَمْ مِنْ بَرِئَ مُزِجَتْ حَيَاتُهْ بِالتُهَم***
وَرَبُّك لَهُ بِالمِرْصَادِ يُنْجِيه.
يَا مُتَأَمِّلًا هَلَاكِي عُدَّ بِلَا طَمِعٍ***
وَلَا تَرَدُّ كَأْسِ الْمَنِيَّةِ فَالْكُلُ شَارِبَهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق