(
هَذَا الْمَوْضُوعُ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ السّاعة وَلَابُدَّ مِنْ التَّحَدُّث مِنْ خِلَالِهِ عَن مَظَاهِر الضَّيَاعَ فِي عَالِمِنَا وَأَسْبَاب ذَلِك ، وَضَرُورَة وُجُود قَدَّرَه حَيَّةً مِنْ أَجْلِ مَسار مُعْتَدِل ، مَعَ ضَرُورَةٍ تَرْتِيب الأولويات ، وَضَرُورَة مَعْرِفَة الْمُهِمّ فَالْأَهَمّ ،
الْفَهْم الصَّحِيحُ أَنَّ السُّنَّةَ بِخِلَافِ الْوَاجِبِ ، وَالْمَكْرُوه دُون الْحَرَام ، وَالتَّعَصُّب المقيت يُسَبِّب اخْتِلَال الْمَوَازِين وَاخْتِلَاف الأولويات ، وَلَا بُدَّ مِنْ وُجُوبِ النُّصْحِ وَحُسْنِ الظَّنِّ ، وَمَعْرِفَة إقْدَار الرِّجَال ، وَإِحْيَاء الْإِخْوَة الْإِسْلَامِيَّة أَلْحَقَه ، لتلتقي الْأُمَّة عَلِيّ نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ .
قَضَايَا الْعَقِيدَة الْمَطْرُوحَةِ عَلَى السَّاحَة والتى يَجِبُ أَنْ يَجْتَمِعَ عُلَمَاء الْحَقِّ عَلَيْهَا لِإِزْهَاق أَهْلِ الْبَاطِلِ وَتَقْوِيم فكرهم وَالْأَخْذُ عَلَى أَيْدِيهِمْ فَإِنْ عادو عادو وَإِنْ لَمْ يعودو فَيَجِبُ أَنْ يَحْجُرَ عَلَى هَذَا الْفِكْر الْغَيْر قَوِيمٌ مِنْ الظُّهُورِ عَلَى الْإِعْلَامِ أَىّ كَانَ مِنْ يُنَادَى بِهِ وَفِى أَىّ مَكَان وَتَحَدُّدٌ إقَامَتِه .
هَذَا بِخِلَافِ بَاقِى قَضَايَا هَذِهِ الْأَيَّامِ وَالْمَسَائِل الْمَطْرُوحَة عَلِيّ بِسَاط الْمُنَاقَشَة عَلَيْنَا أَنْ نبذل الْجَهْد فِيهَا لِتَمْيِيز الصَّوَابُ عَنْ الْخَطَأِ ، مَع احْتِرَام رَأَى كُلَّ مُجْتَهِدٍ سَوَاءٌ كَانَ مخطئاً أَم مصيباً إذ خَطَؤُه لَا يُبِيحُ النَّيْلِ مِنْ عِرْضِهِ .
تَعْرِيف مَعْنِيٌّ الْخِلَاف : هُو مُنَازَعَةٌ تُجْرَى بَيْن مُتَعَارِضَيْن لِتَحْقِيق حَقٍّ أَوْ لِإِبْطَالِ بَاطِلٌ . وَالْخِلَاف أَمْرٍ وَاقِعٍ وَهُوَ سُنَّةٌ كونية فِي الْخَلْقِ ، وَمَع ضَرُورَةَ وُجُودِ الِاخْتِلَافِ وَالتَّبَايُنِ ، إلَّا أَنْ اللَّهَ تَعَالَي وَضَع لَنَا عَلِيُّ الصِّرَاط منائر تَدُلّ وتهدى قَال تعالي( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءامنوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ .
الْحَقِّ لَيْسَ حكراً عَلِيّ مَسْلَك وَالْخِلَافُ فِي الرأى لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ لِحَاجَةٍ أَوْ غَضَبٍ فَمَن شَأْن الْمُجْتَهِدِينَ أَنْ يَخْتَلِفُوا ، ونتائج هَذَا الِاخْتِلَافِ مَقْبُولَةً مِنْ غَيْرِ تَشَنُّجٌ وَلَا تَعَصَّب وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْبَنِيَ عَلَيْهِ شِقَاق أَو أَحْقَاد ، وَلِأَنَّ حَقَّ النَّقْدِ لَا يُجْعَلُ الْحَقّ حكراً عَلِيّ النَّاقِد .
مِن الضرورى إلَّا يَتَحَوَّل الْخِلَافِ فِي وِجْهَاتِ النَّظَرِ إلَيّ عِنَاد شَخْصِيٌّ وانتصار ذَاتِيٌّ إلَيَّ أَنْ يَصِيرَ عداءً ماحقاً فَمَن الْمُبْكِي أَنْ يَبْدَأَ فِي فَرْعِيَّة صَغِيرَة فيرقي إلَيّ الاتِّهَام فِي أُصُولِ الْإِسْلَام وَقَوَاعِدُ الدِّيَانَة ، وَمَن سُوءِ الْأَدَبِ فِي الْجَدَلِ وَالْمُنَاظَرَة أَن يَسُوغ لِأَصْحَابِه اسْتِحْلَال أَعْرَض الْآخَرِين .
مِنْ آدَابِ الْخِلَاف : -
1- الِالْتِزَام بِأَدَب الْإِسْلَام .
2- رِحَابِه الصَّدْرِ فِي اسْتِقْبَالِ النَّقْد وَاعْتِبَارُه مَعُونَةَ مِنْ النَّاقِد وَلَيْسَ مَقْصُودًا بِهِ الْعَيْبُ أَوْ التَّجْرِيحِ .
3- الْإِخْلَاص وَقَصَد الْحَقّ .
4- تَحاشِي الْخِلَاف وَالِاخْتِلَاف قَدْرُ الْإِمْكَانِ وَإِلَّا يَنْجُم الْخِلَافِ عَنْ هَوًى أَوْ شَهْوَةٍ .
5- عَدَم التَّعَصُّب وَالْغُلُوّ فِيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق